الخميس، ١٢ مارس ٢٠٠٩

متنساش تاخد دماغك



أيام و ليال..و حلمه لم يفارقه..يراه فى كل ما حوله..أصبح يستشعر سقيع الغرب يسرى فى جسده. كان جل ما يحلم به أن يصعد على متن طائرة تقله إلى بلاد أبعد ما تكون عن موطنه، فقط كى يحيا ذلك الإحساس بالغربة..كى يشتاق إلى أناس و يشتاقوا إليه..كى يبحث عن كل ما يمكن أن يكون جميل أو غير ذلك فيصوره..يفرح فقط لأنه التقط تلك الصورة، لا ليراها أحد و لا ليراها هو ثانيةً..فقط لأنه التقطها...

جلس كما اعتاد كل يوم، يترك ما فى يده فى أية لحظة يتفحص جواز السفر و صورته البهية تنير تأشيرة سفره...أحاديثه أصبحت مملة إن لم تكن هى الملل ذاته فقد تمركز عقله و تمحور حول قضايا أتفه ما تكون...أجواء أوروبا كيف تكون...اتصاله بأهله كيف سيتاح له فعله...ما سيأكل...ما سيشرب...انتهت أفكاره و انتهى هو معها فقد أخلى فكره من أى فكر و مات عن دنياه التى عهدها

انطلقت به الطائرة الموعودة..انطلق هو منها و هنا...

توقفت قدماه !!

لماذا حلم يوماً من الأيام أن يأتى إلى ذلك المكان و لما كان الإصرار على أن يأتى...فلم يجد فى وجدانه شئ أهم من أجواء أوروبا كيف تكون...اتصاله بأهله كيف سيتاح له فعله...ما سيأكل...ما سيشرب...انتهت أفكاره.........

صباحه كان مساؤه و انقضى الحلم الذى بدأ و عبر و مضى عنه...و عاد إلى وطنه، هنا و قد سؤل عن الجديد الذى وجده فلم يجب إلا بأشياء حمقاء...أجواء أوروبا كيف كانت...اتصاله بأهله كيف أتاح له فعله...ما أكل...ما شرب...انتهى كلامه و انتهى هو معه...

"و انت مسافر متنساش تاخد دماغك"

ليست هناك تعليقات: