معناه أن كل تنازلات الحكومة فى الخفاء، قد ظهرت إلى السطح. معناه أن تغفيل المصرى (زيى) عن عُهر الحكومة السياسى فى مواقف كثيرة قد أصبح علانيةً و أن موقف الحكومة الخيبان تجاه "رعاياها" خارج الحدود، و تفريطها فى حق شعب ذليل يفتقد الحياة داخل الحدود...قد أدى بها إلى ستر نفسها خلف جدار...جدار فولاذى
جدار إما أن يكون عجزاً عن حماية حدود الوطن، و إن كان ذلك فأبشروا...سنحظى بجدران و فواصل على طول خط ليبيا قريباً ثم السودان. و سنكون الدولة الأولى التى تخاف من نظر الجيران إليها لأنها مش بتتكشف عالغريب. إن كان عجزاً عن حماية حدود الوطن فهو عجز عن الوقوف أمام الجوعى من فلسطينيى غزة إذا ضاق بهم الحال يوماً...
أما و إن كانت أوامر...و هى الحقيقة فالأمر يستحق العناء ليتوقف. لأنه بينما يبنى النظام الحاكم جدران قمع الحريات و التهديد و الخرس ألسن الشرفاء، أو جدران الجوع و العرى و لقمة العيش الصعبة، أو جدران التوريث و السرقة و الفساد...بينما هى تبنى كل هذه الجدران جعلتنا نعتاد الجدران. جعلتنا نعتاد أن نحيا خلف جدران نفسية، نقبع داخلها خائفين من مواجهة الحياة. و بينما هى تحيط عقولنا بجدرانها و تهلكنا نحن أيضاً فى بناء الجدران بأنفسنا، رأت الحكومة أن بناء جدار جديد لن يفرق كثيراً مع شعب محاصر نفسياً. و إكتشفت الحكومة أن بناء جدار جديد و لو أمام أعيننا لن يعنينا كثيراً لأنه شئ طبيعى...طبيعى جداً !!
مناهضة الجدار العازل المصرى تستحق العناء و هنا دعونا نضع الفلسطينيين جانباً. الأمر يستحق العناء و الحديث و الإعتراض، لأننا نحلم أن نتخلص من جدراننا الأخرى يوماً ما. أما ذاك فسيقف كحقيقة ثابتة أمام أعيننا و سيكون الظلم الذى حل بوطننا واقع راسخ على الأرض يفصل بيننا و بين العالم. لا نريد أن يتحول الحصار حولنا إلى واقع أكثر مما نحن فيه الآن !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق