أن تصل إلى الساقية لتجد من وصلوا قبلك هم عدة أفراد لبنانيين و مثلهم فلسطينيين يحملون أعلامهم، يرددون ما اشتهر به زياد خلال 30عاماً مضت، هكذا بدأ الحديث..
إن كان لفيروز عهدان، فزياد هو صانع فيروز العهد الجديد، إن لم تكن تعرفه فأنت بالتأكيد سمعت ما أنتجه...سمعت سلملى عليه / كيفك إنت / عندى ثقة فيك / صباح و مسا / خليك بالبيت، كذلك فأنت تعلم عن "شو هالأيام"، بقى أن تعرف أنه زياد رحبانى. حفلته الأولى بمصر، كانت عالواقف فقد تسلل الجميع إلى الأمام كى أقف و معى الصحبة مزنوقين، مستمتعين بأننا على مقربة من الـstage. خرج محمد الصاوى (الذى سأظل أراه عبقرياً فى شخصيته) ليخفف عن الشعب ضيقهم بالتأخير و بالحر، و حين حاول التخفيف عنهم ألقى بنكتة لأزيد إلى تلقيبه بالعبقرية أنه لا يقل عنه فصلاناً (تعبير شعبى يعنى السماجة :).
زياد رحبانى، إبن الست فيروز، إصطحب معه أكثر الفرق إحترافية (على الأقل على مستوى الـCairo Jazz Festival). فلم يكن هناك إثنان وسط 15 عازف و مؤدى يحملون جنسية واحدة سوى هانى بدير (Percussion) و هانى عادل (Solo) المصريان، الجميع كانوا من فرنسا و هولندا و أمريكا..إلخ. بدا الأمر و كأنه جمهور متحمس، زايط، سعيد، عالى الصوت فى مواجهة ملحن غاضب، مخنوق، كاره للجمهور الزايط. كان زياد لا ينظر حتى إلى جمهوره الذى ظل يناديه (غنى يا زياد...بلا و لا شى...). كان فقط ينطق باسم الأغنية التالية ليبدأ العزف. لم يبتسم ولا مرة. لم يتحدث سوى مرتان، الأولى ليطالب جمهوره بالهدوء، الثانية ليلبى طلبهم و يغنى (بما إنو).
إيه الحكاية؟؟ أفتى لى أحدهم أن زياد لا يحب الناس اللى مش بتفهم موسيقى، لذا فهو لا يبالى مهما صرخوا. كان سؤالى الثانى، طيب و مصر؟؟ يعنى مفيش أى جملة يعبر بها عن سعادته لوجوده الأول فى مصر (و هو التقليد الذى يتبعه أى وافد جديد كى يخطب ود هذا الجمهور العملاق). المهم، إستمتعنا بموسيقاه، أيوه إستمتعنا، و إن كان صوت هانى عادل مش فى محله قوى فقد كانت المغنية السورية أجدر متفوقة عليه.
مر يومان لنجد تعليقين، صحف سورية تشبه الحفلة (اللى أنا حضرتها) كمعركة، غضب فيها الأستاذ من جمهوره، و تعارك فيها الجمهور مع العاملين و إنتهت بالعافية بعد توسلات زياد لجمهوره بالهدوء. لم تكن تصريحات محمد الصاوى إلا على النقيض و هو أن زياد رحبانى كان مندهش فقط من الجمهور و يود أن ينتهى الحفل بخير وأن يخرج الجمهور راضياً و هو ما صرح به زياد رحبانى لاحقاً.
الواقع أن زياد الرحبانى، الذى عرفته و سمعته على مدار أيام، صاحب مقام موسيقى متفرد. أفسر تلك التعبيرات التى سادت وجهه على مدار ليلته الأولى بالقاهرة على أنها...إحتراف. و هو ما يليق بأناس من تلك الفصيلة من البشر.
اليوم وضعت folder زياد رحبانى جوار شربل روحانا و توفيق فروخ و فتحى سلامة و فيليب الحاج و هو ما يعنى أنه يعنى لى كثيراً.
و رغم أن زياد رحبانى مثله مثل فيروز، لم تكن مصر سبباً اشتهاره و انتشاره، إلا أن من ربح من وجوده فى حفل كهذا هو جمهور زياد، كذلك كان زياد نفسه! فمهما حاول البعض، من الأغراب أو من مدعيى الثقافة المصريين، مما لا شك فيه أن زياد فى تلك الليلة نال شرف العزف على ضفة النيل. أقول ذلك لأنه على ما يبدو أن إهتمام البعض بمزاج زياد فاق إهتمامهم بمزاجنا نحن...عفواً، مزاجنا أهم!!
أخيراً و فيما يخص Cairo Jazz Fest، فهذا العام و للمرة الثانية على التوالى أتأكد أن تنظيم المورد الثقافى للـJazz Factory من سنتين كان أفضل من الـFest فى نسختيه. إحنا عندنا أماكن أحلى بكتير من الساقية...و الدنيا مليانة Jazz. فمنظمى الـFestival لجأوا إلى رشاد فهيم و أسامة عز الدين (تاريخهم لا يتعدى خمس سنوات على الأكثر)، و ترك يحيى خليل و فتحى سلامة جانباً، كما لا نجد بين الحفلات سوى "Carles Benavent" من مشاهير الجاز. السؤال هو، لماذا لم يكرر المورد الثقافى تجربته ثانيةً؟؟
هناك تعليق واحد:
للأسف لم أستطع حضور الحفل لظروف عمل .. :(
أعجبني وصفك للحفل و و أحسست كأنني حضرته و لا ينقصني سوى سماع عزفه تلك الليلة ..
شكراً :)
إرسال تعليق