الأربعاء، ٣١ ديسمبر ٢٠٠٨

حكمة بضع أيام مضت


يُحكى أن أحد الأشخاص كان قد هم بزيارة الإسقيط المقدس (برية وادى النطرون) و كان يسكن بها كوكبة من آباء الرهبنة القبطية و على رأسهم الأنبا موسى الأسود و الذى كان قاتلاً و مشهوراً بالإجرام قبلاً ثم كانت له قصة توبة...و الآخر كان يدعى الأنبا أرسانيوس و الذى كان من قبل معلماً لأولاد بلاط روما و قد قصد البرية لا عن توبة بل باحثاً عما قد وجد فيه أثمن من علمه و فلسفته ألا و هو التوحد و الصلاة فى برية الأنبا مقاريوس - برية شيهيت أو الإسقيط المقدس.


نعود إلى ذاك الذى قام بزيارة البرية؛ هناك قابله آخر و أخذه إلى المتوحد الصامت - الأنبا أرسانيوس...إستقبال فاتر و صمت القبور، هكذا كان ما بدا إلى الضيف القادم من المدينة إذ كان كل ما فعله أرسانيوس أن قدّم له بعضاً مما عنده من طعام (إن جاز تسميته بطعام) ثم جلس جواره دون أن ينطق شيئاً حت ملّ الرجل إذ لم ينتفع كما توقع هو ذلك و مضى. هنا و قد أخذه الأخ إياه إلى الأنبا موسى الأسود و الذى نال عنده بقسط وفير من كلمات التعزية و الإرشاد و حسن استقبال و الترحيب.


أخيراً و قد أنهى يومه، أله الأخ عمن قد نال إعجابه بالإكثر فقال له أنه ذاك التائب الأسود إذ لم يشعر بودّ اليونانى...


هنا و يكمل لنا البستان قصته بأن الأخ طلب إلى الله أن يكشف له أمر الآباء و السبب وراء أن يكره أحد العظيم الأنبا أرسانيوس. أظهر الله له رؤيا و كانت أن رأى الأنبا موسى الأسود سائراً بجوار السيد المسيح يتسامران و يضحكان فى ود ظاهر...المشهد الآخر كان للأنبا أرسانيوس إذ كان سائراً كما الأول لكنه كان كل بضع خطوات يلتفت إلى يسوع و كذلك يسوع له، يبتسمان و يكملان سيرهما.


لم تكن العلاقة يوماً ما قط مقصورة بطريقة مثلى...سيدى، لك الحق أن تحبه كيفما شئت...لكن تُرى كيف كان ليكون لقاء أرسانيوس بالأنبا موسى الأسود؟...أظنهما على علم بأمر بعضهما


بضع الأيام علمتنى أنه و إن كان التعليم من خدامه صالح للجميع، لكن التلقّى غير الحكيم يمكنه أن يتشوش بكل سهولة إن لم يكن على علم كافى بحقيقة علاقته بالله و على علم كافى بكيفية ترجمة ما يسمعه إلى شفرة أخرى يدركها ذهنه بالأسلوب الذى إعتاده.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.