المهم - و على القارئ ألا يأخذ هذا الكلام على محمل البحث العلمى فالأمر لم يخرج بعد خارج نطاق الآراء - يكتب "جميل مطر" عن (رجال يثيرون الملل !!) فتتضح صورة، وهى أقرب إلى الصواب.
فى الواقع، لم تكن الرجولة خرساء من قبل. فيبدو أن تلك الذكورة قد اعتادت كلما سنحت لها الفرصة على التحدث عن نفسها بشكل أو بآخر. "الرجال مملون"، ذلك الإنطباع الذى تولد لدى النساء مع مرور الوقت، إذ يبدو أيضاً أن الرجل إن لم يتحدث عن نفسه، فهو يتحدث مثلاً لإيضاح مدى إلمامه بأمر ما، أو للإشارة لفضل كان له فى الأمر. فنعجب إن تخيلنا - كما يقول مطر - أن الجلسات النسوية الخاصة بهن و التى اختلف شكلها لتصبح تقاليد إجتماعية هى فى أصلها من صنع النساء و أنهن الراغبات فيها، على عكس فكرة بغض الرجال للمجالس المختلطة.
يعنى مظاهر مثل "الحرملك" فى الشرق، أو انزواء السيدات فى أماكن خاصة بهن وراء المشربيات هى أمور فضلتها النساء ابتعاداً عن ملل أحاديث الرجال "الطواويس". كما أن انفراد السيدات فى أوروبا القرون الوسطى إلى مجالس خاصة بهن بعد انتهاء العشاء تاركين الرجال لجلسات التدخين، هو أيضاً بغضاً منهن للأحاديث إياها. و يؤكد حقيقة هذا الأمر، أن خروج النساء من العزلة التامة التى كانت فى الماضى كان مقترناً بانتهاء الحروب التى قسمت ظهر الطواويس لتمحو شكل الرجل شديد التسلط أو شديد الغرور.
و بذلك نخلص إلى أننا لم نعرف الكثير عن الذكورة أو صفاتها فقط لأنها بالغت جداً فى الحديث عن قوتها...فحين فقدت الأنثى الأمل فى التخاطب انفردت و اكتفت بأن تمقت حديث الرجل عن نفسه، و تسخر منه حين يبدو عليه الضعف و الوهن...لأنه ببساطة...يستاهل !! و هنا نتحدث عن قاعدة ملئية المظاهر العكسية طبعاً.
و أخيراً، يتعجب مطر من استمرار التزاوج و التوالد رغم كل هذا التناقض بين الجنسين...واحد بيتكلم و التانى بيتأفف !!
هناك تعليق واحد:
بالرغم من صحة ما قال أستاذ جميل مطر ، و اتفاقي أيضاً مع رأيك ... إلا أني أشك اننأ كفتيات أو أن النساء عامة يفكرن بهذه الطريقة و بذلك المنطق ..
بمعنى أن إنزواء النساء عن مجالس الرجال ربما كان تصرف لا إرادي لتلك الأسباب و ليس مبدأ أو قاعدة تمت عن قصد
إرسال تعليق