إن بدأ الحديث عن ثقافتى أين تبدأ و إلى أين تنتهى ... فهى كما يمكن أن يشار إليها، صفر: ثقافة مدونات و جرائد، لم أستطع فى حياتى أن أكمل كتاباً أكثر من مرتين أو ثلاثة، ممن يتفقدون الصور ككثيرين، حتى محاولتى الكتابة بشتى الطرق فهى محاولة يائسة للتعبير عن رأى غير موجود أساساً. لذا يتضح أن إقتنائى لرواية ما كان ليختلف كثيراً عن إقتنائى لموسوعة "وصف مصر" أو كتب تاريخية أو كنسية فالأمر فى النهاية ... "شياكة".
الشياكة فى إنك تبحث عن رواية رأى فيها البعض الإلحاد أو الكفر أو الزندقة، أو قيل أنها رواية أنبياء مليئة بالإسقاطات الدينية. ظل الكتاب طريح الأرفف لما يزيد عن سنة، حتى نويت البدء فى قراءته لا لشئ إلا لأن أنهيه ... هكذا كان، سأقرأه حتى أنهيه. يعنى أين الهدف ؟؟ أن أنهيه. و لماذا أنهيه، حتى أُعتبر ممن أنهوه !! عادى، فلنتذكر...لست من المثقفين، بل من معى الثقافة.
الرواية عن خمس شخصيات أساسية فى عهود مختلفة تمر بها حارة الجبلاوى، كل شخصية و هى إسقاط لنبى من الأنبياء (مع الأخذ فى الإعتبار أن من بينهم السيد المسيح) و الخير هو الساحر عرفة، علم هذا الزمان الذى لم ينتهى تابعه "حنش" من إنهاء سحره بعد. أما الإسقاطات فقد بدأت منذ البداية، منذ أن ظهر إسم الجبلاوى (الله أو الدين) و إبنه أدهم (آدم) يتبعه جبل (موسى) ثم رفاعة (المسيح) يليهم قاسم (محمد).
و بعدين ؟؟ بعد أول رُبع، شعرت بما يُعبر عنه مثقفو هذا الجيل بـ(الألش). لا مفر من الإعتراف أن هذا أسلوب أكثر من رائع و تصوير عبقرى للأحداث...بما فيها من شرح مفصل لتفاصيل الحركة و تعبيرات الوجه، كل شئ كان رائع فيما عدا القصة. كيف يمكننى أن أقرأ قصة، كل ما فيها متوقع...كل ما فيها إسقاطات و تشبيهات ؟؟
أشعر بأننى "باستهبل" لأن أبدأ فى نقد أول رواية أقرأها فى حياتى، لكن هذا رأيى الحقير (إن أسميناه كذلك)...السؤال هو، هل هدف هذا الأديب هو التعبير عن المعركة بين الأنبياء و رسالتهم و بين العلم الذى جاء ليتفوق عليهم ؟؟ لا شك أننى قرأت القصة لهدف واحد وحيد، ليس من سبب آخر أتفه منه و هو أن أنهى الرواية. و لكن أين الدروس المستفادة ؟؟ إذا لم يكن من إثارة فى الرواية "المحروقة" فأين الرواية ؟؟
أيضاً، من أنا لأنقد أو أتهكم من رواية كهذه، ظل الرأى العام كله مشغول بها. لكننى لست ممن يهويهم نقد عمل الناس على أساس رأى إلحاد الكاتب أو سلامة نيته فأنا أولاً و أخيراً كنت أبحث عن رواية، كنت أتطلع لرواية بما فيها من قصص و حواديت و هذا ما لم أجده. وجدت صراعاً بين أنبياء و بينهم و بين العلم. وجدت تعبير عن آفة حارتنا (دنيانا) ألا و هى النسيان و حب الهمجية و البلطجة. أما القصة فلم أجدها !!
و الله على ما أقول شهيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق